17:40
يجب أن يتوفر في الهدي شيئان :
حكم هدي التمتع والقران
فواجب على من تيسر له لقوله تعالى : فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ .
فإن لم يجد الهدي أو ثمنه فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع . هذا إن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام وإلا فلا هدي عليه . لقوله تعالى : ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ .
وحكمة الهدي
زيادة التعبد لله والتقرب إليه بذبح الهدي وشكر نعمته بتيسير العمرة والحج في سفر واحد
وأما نوع الهدي
فهو من الإبل أو البقر أو الغنم -المعز والضأن- لقوله تعالى : وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ , وبهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم - وتجزئ الواحدة من الغنم في الهدي عن شخص واحد فقط - وتجزئ الواحدة من الإبل أو البقر عن سبعة أشخاص .
أ- بلوغ السن الواجب وهو ستة أشهر في الضأن وسنة كاملة في المعز وسنتان في البقر وخمس سنين في الإبل وما دون ذلك لا يجزئ .
ب- السلامة من العيوب الأربعة التي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باتقاء ما هي فيه وهي : 1- العوراء البيِّن عورها .
2- المريضة البيِّن مرضها .
3- العرجاء البيِّن ضلعها .
4- الهزيلة التي لا لحم فيها .
فهذه العيوب الأربعة إذا كانت في البهيمة لا يجزئ إهداؤها وكلما كان الهدي أسمن وأكمل كان أعظم أجرا وأفضل
مكان الذبح
فهو منى ويجوز في مكة وبقية الحرم إذا كان في حدود وقت الذبح .
وأما وقت الذبح
فهو يوم العيد وثلاثة أيام بعده لأن يوم العيد يوم النحر ويروى في الحديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال كل أيام التشريق ذبح أي وقت للذبح .
وعلى هذا فيجوز للحاج ذبح الهدي بمكة في اليوم الثالث عشر إذا نزل من منى
وأما كيفية الذبح المشروع
فهو نحر الإبل وذبح البقر والغنم فالنحر في أسفل الرقبة مما يلي الصدر والذبح في أعلاها مما يلي الرأس . ولا بد في الذبح والنحر من إنهار الدم بقطع الودجين وقطع الحلقوم والمريء .
ولا بد من قول بسم الله عند الذبح أو النحر فلا تؤكل الذبيحة إذا لم يذكر اسم الله عليها لقوله تعالى : وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ولا تجزئ عن الهدي لأنها ميتة .
وأما المشروع في توزيع الهدي
فهو الأكل والإطعام لقوله تعالى : فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ .
ولا يكفي أن يذبح الهدي ويرمي به بدون أن ينتفع به لأن هذا إضاعة مال ولا يحصل به الإطعام الذي أمر الله به إلا أن يكون الفقراء حوله فيذبحه ويسلمه لهم فحينئذ يبرأ من عهدته .
فعلى الحاج أن يتقي الله ويحرص على إبراء ذمته في تقديم الهدي المجزئ الذي تبرأ به ذمته جعل الله حجنا مبرورا وذنبنا مغفورا وسعينا مشكورا والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .